mounir-esserti مشرف عام
من اين عرفت هذا المنتدى : نفسي عدد المساهمات : 362 نقاط : 10339 التقيم : 2 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 27
| موضوع: جفــــــــــــــــــاف!! .... بقلمـــــــــي الثلاثاء أغسطس 23, 2011 2:20 pm | |
| تقطعت الأسباب على هذه الأرض، و جفت عيون السماء فوقها، الجراد بعدما فشل في ايجاد ما يسد الرمق، انهال على التراب أكلاً و اجتراراً، لم يذق طعماً مثل هذا، لم ترحم الشمس حتى الشوّك المتواجد بكثرة على ضفاف اللاشيء، تسمع صوت حريق، لم أعرف أن تلك الأشواك تتراقص من شدة الحر، كأنها في حلقة لديانة بوذية تقدس السيّر على الجمر، حتى ذاك النهر لم يعد نهراً، تحوّل الى آنية فارغة إذ انهال عليّها الدمع تغني، نعم اشتاق النهر للغناء، ليس حباً للطرب إنما شوقاً للماء.
يمتد النهار عدة لحظات طويلة اذ لا تلبث أن تغرب الشمس في مضجعها، تتقلب بسرعة الى الطرف الآخر و تنسدل يديّها من حافة السرير مبشرة بميلاد يوم جديد، حتى أشجار السرو كادت تصفر ليس لأنها فقدّت خاصيتها في ديمومة الخضار لكن الحرارة المسلطة عليّها جعلتها تفكر مليّاً أنه حان وقت التغيير، هجرت الطيور كعادتها هذه الأرض، لتبحث عن النعيم في الشمال، ما أخوّنك يا طيور كيف تتركين موّطنك يموت؟؟!!
ذباب حلّ محلها برفقة فيالق من بعوض، لم تسلم منها حتى السحالي، ما أعجب تلك القنافذ كيف تحتمل أشواكها، لكن كيف تهجر الأم أولادها؟؟!، تغيّرت المفاهيم لكن الوحوش بقيت وحوش، و الأفاعي تسبح مسرعة فوق الثرى و تترك خلفها دخاناً من غبار كأنها تحاول أن تخفي أثرها؟؟!!
و النسور تراها من بعيد على شكل حلقة تحوّم فوق جيفة أو أنها تنتظر سقوط الضحيّة، و ما ان تنجح العمليّة حتى تغرس المنقار في قلب ذلك المخلوق لينفجر قليلاً من الدم و يغطي مساحة لا بأس بها حوّل الوليمة.
يتوسط القمر فناء السماء، و أضاء الأرض بشكل لافت كأن الشمس جرّعته مزيداً من نور،النجوم تخر بشكل عجيب، مع أنغام البوم و تخبط الخفاش تكتمل جوقة المساء، و عرير الصراصير كأنها تردّ على بقيّة الأصوات، متقنة الدوّر في أبشع صورة.
و تدور الأيام برتم بطيء مقيت، و ما زالت الأرض تنتظر المطر، أو يأتي فصل الربيع في غيّر موعده، لكن الصبر مطلوب، و الأمر معلقٌ في أجندة الزمن و الحاكم بعلم المواق يت. | |
|