mounir-esserti مشرف عام
من اين عرفت هذا المنتدى : نفسي عدد المساهمات : 362 نقاط : 10315 التقيم : 2 تاريخ التسجيل : 17/08/2011 العمر : 27
| موضوع: الذكر في القرآن الكريم ، وقت الذكر ، مكان الذكر ، كثرة الذكر ، كيفية لفضيلة الأستاذ الدكتور محم الإثنين أغسطس 29, 2011 10:58 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الخــطــبـة الأولــى :
الحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ، سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
ذكر الله تعالى أفضل عبادة تدور مع الإنسان :
أيها الأخوة الكرام ، مع هذا الحديث الشريف الصحيح ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم )) .
[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
وقبل أن أتابع سيدنا سعد بن أبي وقاص يقول : ثلاثة أنا فيهن رجل ، ومعنى رجال في القرآن وفي السنة لا تعني أنه ذكر ، تعني أنه بطل ، ثلاثة أنا فيهن رجل ، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس ، من هذه الثلاثة : وما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى .
في ضوء هذا القول لسيدنا سعد بن أبي وقاص تابعوا معي هذا الحديث :
(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، على الإطلاق خير اسم تفضيل ، وأزكاها عند مليككم ، أرقاها عند الله عز وجل ، وأرفعها في درجاتكم ، هذا العمل يرفعك إلى أعلى عليين ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى . )) .
[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
لا يوجد عبادة تدور مع الإنسان ليلاً نهاراً ، صباحاً مساءً ، وأنت متزوج وغير متزوج ، وفي الطريق ، وفي بيتك ، وفي عملك ، صحيح ، مريض ، لا يوجد عبادة تدور مع الإنسان في كل أوقاته ، وفي كل شؤون حياته كهذه العبادة ، إذا قرأت القرآن فأنت ذاكر ، وإذا دعوت الله فأنت ذاكر ، وإذا استغفرت فأنت ذاكر ، وإذا ناجيت الله فأنت ذاكر ، وإذا فتحت كتاب فقه كي تعرف الحكم الشرعي في موضوع ما فأنت ذاكر ، وإذا دعوت إلى الله فأنت ذاكر ، وإذا رويت حديثاً عن رسول الله فأنت ذاكر ، عبادة تدور معك ، راكب سيارة من دمشق إلى حلب ذكرت الله عز وجل فأنت ذاكر .
أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله :
مرة ثانية :
(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ، قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى . )) .
[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
حديث آخر :
(( الدنيا ملعونة ، الدنيا من شأنها أنها تبعدك عن الله ، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم )) .
[ الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه]
أجمل ما في الدنيا ، أجمل لقاء مذاكرة العلم ، أجمل حضورٍ حضور مجلس علم ، وعالم أو متعلم .
يقول الإمام علي رضي الله عنه : الناس ثلاثة ، عالم رباني ، و متعلم على سبيل النجاة ، و همج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيؤوا بنور العلم ، و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق ، فاحذر يا كميل أن تكون منهم .
(( أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله)) .
[ الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ]
التوحيد ألا ترى مع الله أحداً ، الخير عند الله ، الخير توفيق الله ، الخير رزق الله.
من كان مع الله كان الله معه و تجلى على قلبه بالسكينة و الحكمة :
أيها الأخوة :
(( أفضل الذكر لا إله إلا الله )) .
[ الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ]
معناها ألا ترى مع الله أحداً ، ألا ترى رازقاً إلا الله ، ألا ترى معطياً إلا الله ، ألا ترى مانعاً إلا الله ، ألا ترى معزاً إلا الله ، ألا ترى مذلاً إلا الله ، ألا ترى رافعاً إلا الله ، ألا ترى خافضاً إلا الله :
(( وأفضل الدعاء الحمد لله)) .
[ الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ]
(( عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِىِّ قَالَ - وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ - لَقِيَنِى أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا ، انظر إلى أدب الصديق ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا. تطيباً لقلبه ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَمَا ذَاكَ ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِى وَفِى الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِى طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ )) .
[ مسلم عن حنظلة الأُسَيِّدِىِّ رضي الله عنهما ]
الذكر ، إذا كنت ذاكراً أنت مع الله ، وإذا كنت مع الله كان الله معك ، وإذا كنت مع الله تجلى على قلبك ، وإذا كنت مع الله ألقى عليك السكينة ، إذا كنت مع الله أعطاك الحكمة ، إذا كنت مع الله أعطاك الرضا .
(( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قال : وما رياض الجنة ؟ قال حلق الذكر )) .
[ الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه] .
مجلس علم ، جلسة فيها مذاكرة القرآن الكريم ، جلسة فيها مذاكرة لحديث رسول الله ، جلسة فيها حديث عن الصحابة الكرام .
أول موضوع في الذكر في القرآن الكريم كثرة الذكر :
أيها الأخوة هذه مقدمة ، الذكر ورد في القرآن الكريم أكثر من مئة وأربعين مرة ، لكن أول موضوع في الذكر في القرآن الكريم كثرة الذكر لماذا ؟ لأن المنافق يذكر الله لكن قليلاً ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) ﴾
(سورة النساء)
فالأمر للمؤمنين :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيراً ﴾ .
( سورة الأحزاب )
من أكثر ذكر الله برئ من النفاق :
التركيز على كلمة كثيراً ، تحت كثير ضع خطاً أحمر :
﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾ .
( سورة الأحزاب )
آية ثانية :
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ(41) ﴾ .
( سورة آل عمران )
لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق )) .
[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]
آية ثالثة :
﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ﴾ .
( سورة آل عمران الآية : 191 )
هناك حالة رابعة ؟ واقف ، مضجع ، جالس ، أي يذكرون الله دائماً :
﴿ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (191) ﴾ .
( سورة آل عمران)
هنا معنى جديد ، هذا عطف الخاص على العام .
التفكر في خلق السماوات والأرض أحد أهم أنواع الذكر :
أحد أهم أنواع الذكر التفكر في خلق السماوات والأرض ، لأنك إن تفكرت في خلق السماوات والأرض عرفت الله ، وإذا عرفت الله عرفت كل شيء ، وإن فاتتك معرفة الله فاتك كل شيء :
﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191) ﴾ .
( سورة آل عمران)
آية الأمر تقتضي أن تأتمر ، وآية النهي تقتضي أن تنتهي ، آية مشاهد الجنة تقتضي أن تعمل للجنة ، آية مشاهد النار تقتضي أن تفر منها ، آية الأمم السابقة تقتضي أن تتعظ ، والآيات الكونية التي تقترب من ألف آية ما موقفك منها ؟ أن تتفكر في خلق السماوات والأرض لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
( سورة آل عمران )
الأمر بالذكر مرتبط بالكثرة لأن المنافق يذكر الله قليلاً :
آية خامسة :
﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا (227) ﴾
( سورة آل عمران )
الأمر بالذكر مرتبط بالكثرة لأن المنافق يذكر الله قليلاً .
وقت الذكر و مكانه :
وقت الذكر :
﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً (62) ﴾
( سورة الفرقان )
أي يأتي النهار بعد الليل ، والليل بعد النهار :
﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) ﴾
( سورة الفرقان )
أي قبيل طلوع الشمس وقبيل غروبها لا تعجز عن الذكر ، مكان الذكر بأي مكان ، إلا أن أرقى أنواع الذكر ما كان في المسجد :
﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ .
( سورة النور الآية : 36 )
أي ينبغي ألا يذكر في بيوت الله إلا اسم الله تعالى :
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا(18) ﴾ .
( سورة الجن )
﴿ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ(36)رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(37) ﴾ .
( سورة النور )
الصلاة أفضل أنواع الذكر :
والصلاة أفضل أنواع الذكر ، قال تعالى :
﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي(14) ﴾ .
( سورة طه )
﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ (45) ﴾ .
( سورة العنكبوت)
قال علماء التفسير ذكر الله أكبر ما فيها .
موضوعات الذكر لا تعد و لا تحصى فعلى الإنسان أن يذكر الله على نعمه الكثيرة ومنها:
1 ـ نعمة الإيجاد :
الآن موضوعات الذكر :
﴿ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا(67) ﴾ .
( سورة مريم)
هل تذكر نعمة الله عليك أن أوجدك ، نعمة الإيجاد :
﴿ أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْئًا(67) ﴾ .
( سورة مريم)
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) ﴾
( سورة الإنسان )
أول موضوع نعمة الإيجاد ، أنت موجود بفضل الله عز وجل .
2 ـ نعمة ذكر الآلاء :
نعمة ذكر الآلاء ، الكون كله يدل على الله ، الكون مظهر لأسماء الله الحسنى ، قال تعالى :
﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(69) ﴾ .
( سورة الأعراف )
آياته الكونية ، لك سمع ، لك بصر ، لك شعر ، لك دماغ ، أمامك ماء ، أمامك زوجة ، أولاد ، في جبال ، في أنهار ، في بحيرات ، في أطيار ، في أسماك ، في نباتات :
﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(69) ﴾ .
( سورة الأعراف )
من لم يُدخل الدار الآخرة في حساباته خسر الدنيا و الآخرة :
موضوع ثان ، الموضوع الخطير :
﴿ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ(46) ﴾ .
( سورة ص )
هل اليوم الآخر داخل في حساباتك ؟ قبل أن تعقد صفقة هل تحاسب عليها يوم القيامة ؟ مادة محرمة ، قبل أن تفعل شيئاً هل تتساءل ماذا أجيب الله يوم القيامة ؟ من أكبر نعم الله بعد الإيمان به أن تذكر كل دقيقة اليوم الآخر ، قبل أن تعطي ، قبل أن تمنع ، قبل أن تغضب ، قبل أن ترضى ، قبل أن تصل ، قبل أن تقطع ، قبل أن تطلق زوجتك ، قبل أن تعقد عقداً على فتاة لا ترضي الله ، قبل أن تنسحب من شريك ، إذا سألك الله يوم القيامة بماذا تجيب ؟
﴿ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ(46) ﴾ .
( سورة ص )
تذكر الدار الآخرة دائماً ، سألوا طالباً حصّل الدرجة الأولى على وطنه في الشهادة الثانوية ، بما نلت هذا التفوق ؟ قال : لأن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي ولا ثانية ، إذا ذكرت الموت والدار الآخرة ، ذكرت القبر ، ذكرت العذاب ، الجنة ، النار ، الصراط ، أن تكون مع الأنبياء يوم القيامة ، هل أدخلت الآخرة في حساباتك ؟ والله الذي لا إله إلا هو معظم المسلمين موضوع الدار الآخرة ليس داخلاً في حساباتهم أبداً بدليل الكسب الحرام أحياناً ، والغش ، والكذب وما إلى ذلك .
على المؤمن التمسك بأحكام الله عز وجل بقوة :
من أفضل أنواع الذكر :
﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ (171) ﴾ .
( سورة الأعراف )
كيف ؟
﴿ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ (171) ﴾ .
( سورة الأعراف )
لو بحثت في حكمة الصلاة ، الصيام ، حكمة الحج ، حكمة تحريم الربا ، الآن ظهر للعالم كله ماذا يعني أن الربا عند المسلمين محرم ، هذا تشريع خالق الكائنات ، تشريع رب الأرض والسماوات :
﴿ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (171) ﴾ .
( سورة الأعراف )
3 ـ النعم التي تخص الإنسان :
الآن اذكر نعمة الله عليك التي خصك بها ، كان عليه الصلاة والسلام إذا نظر في المرآة قال :
(( اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي )) .
[ الجامع الصغير بسند صحيح عن ابن مسعود ]
الله أقامك في وضع كامل ؛ حواس ، أعضاء ، أجهزة كاملة ، معك مفتاح بيت ، لك زوجة ، لك أولاد :
﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (40) ﴾ .
( سورة البقرة)
هذا موضوع للذكر ، وجدت طعاماً في بيتك ، لك غرفة نوم ، غرفة ضيوف ، مطبخ ، حمام ، زوجة ، أولاد ، هذه نعم كبرى ، كان إذا دخل بيته يقول : الحمد لله الذي آواني وكم من لا مأوى له .
4 ـ نعمة المحبة بين المؤمنين :
موضوع آخر :
﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ (103) ﴾ .
( سورة آل عمران )
أي إذا كنت مع أخ مؤمن شعرت بمحبة تجاهه ، هناك وفاء ، هناك إخلاص ، استأنست به نعمة كبيرة ، لك أخوة مؤمنون ، لك أخوة محبون ، لك أخوة أوفياء لك :
﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ (103) ﴾ .
( سورة آل عمران )
﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ (86) ﴾
( سورة الأعراف )
إذا دخلت إلى مسجد وجدته ممتلئاً الحمد لله هناك إقبال على الدين ، لست وحدك في التدين :
﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(26) ﴾
( سورة الأنفال )
5 ـ نعمة ذكر اسم الله :
موضوعات الذكر :
﴿ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ (4) ﴾
( سورة المائدة)
قبل أن تشرب سمِّ الله ، ما معنى تسمية على كأس الماء ؟ أي أن هذه النعمة نعمة الله عز وجل ، كم إنسان مات وهو في البحر ؟ يعني البحر أربعة أخماس الأرض ، وكم من باخرة غرقت ، والذين ركبوا قارب النجاة ماتوا عطشاً وهم فوق سطح البحر ؟ من جعل هذا الماء عذباً زلالاً بعد أن كان ملحاً أجاجاً ؟ إنه الله ، التسمية أن تذكر نعمة الله عليك ، والتسمية أن تشرب وفق منهج رسول الله :
(( مصوا الماء مصاً ، ولا تعبوه عباً فإن الكباد من العب )) .
[ البيهقي في الشعب عن عائشة]
التسمية قبل أن تأكل ، أن ترى أن هذا الطعام لم تدفع ثمنه لكنك دفعت أجرة خدمته ، لو معك ملايين مملينة هذه الملايين لا يمكن أن تصنع تفاحة تأكلها ، الذي خلقها هو الله ، تقول اشتريته بمالي ، دفعت ثمن خدمته فقط .
6 ـ نعمة النصر و النجاة من عدو مخيف :
في تاريخ حياتك هناك أزمات ، لك عدو مخيف نجاك الله منه هذا يوم ، دخلت امتحاناً صعباً نجحت فيه ، بحثت عن وظيفة سبع سنوات ثم عينت في وظيفة جيدة ، هذه أيام الله قال تعالى :
﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ (5) ﴾
( سورة إبراهيم )
يوم الله نصرك ، يوم وفقك ، كان هناك شبح مرض خبيث ، ظهر ورم حميد هذا يوم من أيام الله ، كان في شبح أن تبقى عازباً الله هيأ لك من يقدم لك مساعدة ، تزوجت ، وعندك بيت ، وعندك أولاد ، هذه من أيام الله عز وجل :
﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ(5) ﴾
( سورة إبراهيم )
لك عدو مخيف حقود نجاك الله منه :
﴿ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ (6) ﴾
( سورة إبراهيم )
من غفل عن الله و غرق بالدنيا وقع في مصيبة ليعود إلى الطريق السليم :
هذه موضوعات الذكر ، غفلت عن الله عز وجل غرقت في الدنيا نسيت :
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا(24) ﴾
( سورة الكهف )
لا سمح الله ولا قدر وقعت في معصية :
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ (135) ﴾
( سورة آل عمران )
موضوعات الذكر ، وقت الذكر ، مكان الذكر ، كثرة الذكر .
كيفية الذكر :
1 ـ التذلل لله عز وجل أثناء الذكر :
الآن كيفية الذكر :
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا (205) ﴾
( سورة الأعراف )
متذللاً .
2 ـ إخفاء الذكر :
﴿ وَخِيفَةً (205) ﴾
من دون رفع صوت ، أفضل الذكر إخفاء الذكر تضرعاً أي تذللاً وخيفة ، أي خفية :
﴿ وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (205) ﴾
3 ـ عدم الغفلة عن الله عز وجل أثناء الذكر :
صباحاً ومساءً :
﴿ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ(205) ﴾
( سورة الأعراف )
نتائج الذكر :
1 ـ مَن ذَكَر الله عز وجل رفع الله ذكره بين الناس :
نتائج الذكر :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
( سورة البقرة)
إنسان يجلس في مجلس يتحدث عن نفسه ، عن بطولاته ، عن ذكائه ، عن خبراته ، عن دخله ، عن زواجه ، عن بيته ، عن نزهاته ، إنسان آخر يعتم على ذاته ويتحدث عن ربه :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
( سورة البقرة)
ورد في بعض الأحاديث القدسية :
(( لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي ، ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى )) .
[ الطبرانى عن معاذ بن أنس]
أنت تعتم على نفسك والله عز وجل يرفع ذكرك بين الناس ، أنت آثرت أن تعرف الناس بالله عن أن تعرفهم بنفسك فرفع الله لك ذكرك :
﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾
( سورة البقرة)
2 ـ ذكر الله عز وجل للإنسان أكبر من ذكر الإنسان لربه :
لكن هناك معنى دقيق جداً :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ ﴾ .
( سورة العنكبوت الآية : 45 )
ذكر الله لك وأنت في الصلاة أكبر من ذكرك له ، إنك إن ذكرته أديت واجب العبودية ، لكنه إذا ذكرك منحك نعمة الأمن ، وكم من إنسان يفتقدها الآن ، إنك إن ذكرته منحك نعمة الحكمة :
﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 269 )
وإنك إن ذكرته منحك الرضا ، إنك إن ذكرته منحك السكينة ، إنك إن ذكرته منحك الاطمئنان ، إنك إن ذكرته منحك التفاؤل ، هذه نتائج الذكر .
3 ـ اطمئنان القلب و سعادته و استقراره :
أكبر نتيجة القلب لا يطمئن ، ولا يستقر ، ولا يسعد ، إلا إذا ذكر الله ، والدليل :
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ(28) ﴾ .
( سورة الرعد ) .
أهل الذكر هم أهل الله و القرآن :
من هم أهل الذكر ؟ قال العلماء : أهل الذكر هم أهل الله ، أهل الذكر هم أهل القرآن ، لذلك لا تستشر إنساناً من الدنيا ، من الأغنياء ، من الأقوياء ، استشر أهل الذكر ، قال تعالى :
﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
( سورة النحل )
إن استشرت أهل الدنيا أشاروا عليك بالتساهل في طاعة الله من أجل الدنيا ، أشاروا عليك أن تأكل المال الحرام بدعوى أنه بلوى عامة ، إن استشرت أهل الدنيا أغروك بالدنيا ، أما البطولة :
﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾
( سورة النحل )
العاقل من ابتعد عن الغافلين عن الله عز وجل :
الآن ينبغي ألا تلازم الغافلين :
﴿ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا(46) ﴾
( سورة الإسراء )
جرب حدث إنساناً عن الله ، ما معي وقت آسف ، قاطعتك لا تؤاخذني ، دعه واقفاً حدثه بأسعار الأسهم ، السندات ، البورصة ، البيوت ، ثلاث ساعات على الواقف في الطريق مسرور :
﴿ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا(46) ﴾
( سورة الإسراء )
من سار إلى الله عز وجل سيراً حثيثاً فله أجر كبير عند الله :
لذلك الله أمرنا من خلال النبي عليه الصلاة والسلام :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ .
( سورة الكهف )
حينما تأتي إلى بيت من بيوت الله الجلسة على الأرض ، لا يوجد ضيافة ، أما أي لقاء حميم مختلط هناك مقاعد وثيرة ، و ضيافات متنوعة ، و مرح ، و طرف تلقى :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ .
( سورة الكهف )
جالس في البيت مرتاح ، لك مقعد خاص ، أمامك زوجتك وأولادك ، تتابع شيئاً معيناً ، تقرأ شياً معيناً ، تمزح مع أولادك ، مسرور جداً ، دخل وقت الدرس ، نهضت من بيتك ، وتوجهت إلى درس العلم ، هذا له ثمن عند الله :
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾ .
( سورة الكهف )
توعد الله عز وجل بالعقاب الأليم لمن أعرض عن ذكره :
نتائج عدم الذكر هنا ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( سورة طه )
ومن صفات الكفار :
﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ(42) ﴾
( سورة الأنبياء)
لا يقبل تفسيراً إلهياً ، لا يقبل تفسيراً سماوياً ، لا يقبل تفسيراً توحيدياً ، لا يقبل تفسيراً دينياً ، لا يقبل إلا تفسيراً أرضياً ، هذه الزلزلة اضطراب في القشرة الأرضية فقط ، من مسبب الأسباب ؟
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) ﴾
( سورة هود)
الغافل عن ذكر الله لا يقنع بأي تفسير ديني أو توحيدي إنما يقنع بالتفسير الأرضي فقط :
هناك هلاك بالزلزال ، هلاك بالفيضان ، هلاك بالجفاف ، لا يقبل إلا تفسيراً أرضياً مادياً ، أما تفسير أرضي مدعوم بتفسير توحيدي ، تفسير إلهي ، تفسير قرآني ، بلد في حرب أهلية لا يمكن أن يفسر هذا الحديث إلا بنزعات طائفية ، أو بعدوان خارجي ، أو بمؤامرة على البلد ، أما اقرأ قوله تعالى :
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ .
( سورة النحل )
لا يقبل تفسيراً توحيدياً ، تفسيراً قرآنياً ، تفسيراً إلهياً ، تفسيراً دينياً ، يقول لك مؤامرة ، استعمار ، صهيونية ، هكذا أريح له ، فلذلك نتائج عدم الذكر :
﴿ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ(42) ﴾
( سورة الأنبياء)
النتيجة الأولى :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
( سورة طه )
استواء الرجال و النساء في الذكر :
أيها الأخوة ، يستوي في الذكر الرجال والنساء والدليل :
﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35) ﴾
( سورة الأحزاب)
الدعوة إلى الله نوع من مقابلة الإحسان بالإحسان :
آخر موضوع في الذكر أن الدعوة إلى الله نوع من مقابلة الإحسان بالإحسان ، قال تعالى :
﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ (198) ﴾
( سورة البقرة)
هو هداكم ، اهتديت وحدك لا تكن أنانياً ، كما هداك الله إليه ، وكما صبر عليك ، وكما حلم عليك ، ادعُ إليه ، واصبر على من تدعوهم إلى الله ، وكن حليماً عليهم ، لا تضجر :
﴿ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ (198) ﴾
( سورة البقرة)
أيها الأخوة الكرام ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، والحمد لله رب العالمين .
* * *
الخــطــبـة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين ، و على آل بيته الطيبين الطاهرين .
العاقل من استغل كل لحظة من فراغه بالذكر و العبادة :
أيها الأخوة الكرام ، تطبيق لهذا الموضوع ، الإنسان أحياناً عنده وقت لابدّ من أن ينفقه ، مسافر إلى حلب ، يجري ببرنامج رياضي يومي ، يمكن أن تستغل هذه الأوقات بالذكر ، بالدعاء ، بالمناجاة ، بالاستغفار ، بسماع القرآن ، بسماع درس ، والله أناس يعدون بالآلاف سبب هدايتهم في أمريكا الطريق ، ساعة ونصف إلى عملهم يومياً يضع شريطاً ، هذا الشريط مع التراكم صار دعوة إلى الله كاملة ، حدثني أخ قال : والله أنا أبعد الناس عن الدين ، دخل إلى معرض فيه أشرطة (الأسماء الحسنى) أخذها كلها ، خلال مئة يوم تقريباً سمعها كلها في الطريق وقلب ، قال : والله غيرت سلوكي مئة وثمانين درجة ، في وقت اسمع فيه درساً ، اسمع فيه قرآناً ، ادعُ الله عز وجل ، الأوقات التي تراها أوقات لابدّ من أن تنفق ، في أوقات انتظار عند الطبيب لا سمح الله أحياناً ، في أوقات سفر ، الوقت الميت بالتعبير الدارج هذا ينبغي أن يمتلئ بالذكر ، عندئذ تكون أسعد الناس ، الحياة صعبة ، ومعقدة ، ضغوط العمل شديدة ، أنا أطلب منك فضلاً عن الصلوات الخمس الفرائض ، وعن صيام رمضان ، الأوقات التي لابدّ من أن تنفقها شئت أم أبيت هذه استغلها بالذكر ، أنا أعرف أناساً كثيرين وقت الرياضة وقت ذكر ، ساعة يمشي يقرأ قرآناً ، أو يسمع قرآناً ، يسمع درساً ، أو يناجي ربه ، أو يدعو الله عز وجل ، هذا الذكر لا بد منه قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق )) .
[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]
(( برئ من الشح من أدى زكاة ماله )) .
[أخرجه الطبراني عن جابر بن عبد الله ]
(( وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده )) .
[رواه القضاعي والديلمي عن جابر مرفوعا وهو عند ابن لال عن أبي أمامة. وفي لفظ بضاعته بدل سلعته، والشرك بدل الكبر، قال ابن الغرس ضعيف]
الدعاء :
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، ولك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك و نتوب إليك ، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام ، وأعز المسلمين ، انصر المسلمين في كل مكان ، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين ، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين .
والحمد لله رب العال مين | |
|
saso
من اين عرفت هذا المنتدى : من على النت عدد المساهمات : 180 نقاط : 9479 التقيم : 4 تاريخ التسجيل : 26/08/2011 العمر : 28 الموقع : مصر ام الدنيا
| موضوع: رد: الذكر في القرآن الكريم ، وقت الذكر ، مكان الذكر ، كثرة الذكر ، كيفية لفضيلة الأستاذ الدكتور محم الإثنين أغسطس 29, 2011 4:21 pm | |
| مجهودك جمييييييييييل ما شاء الله | |
|